ת. כניסה לקטלוג: 09-10-2019
ת. עדכון אחרון: 27-08-2019
يعد بشير الجميّل دون أدنى شك ظاهرة مثيرة للاهتمام، بشكل خاص ويرجع ذلك الى عدة أسباب. فقد ترك بشير الجميّل بصمة دامغة على تاريخ لبنان الحديث، من خلال الدور الحاسم الذي لعبه في تشكيل المعسكر المسيحي الذي حارب في نهاية سنوات الـسبعينيات وبداية الثمانينات من القرن العشرين من أجل مستقبل لبنان. وتمكّن بفضل زعامته اللافتة من فرض تلك السيطرة قصيرة الأمد، على المعسكر المسيحي في لبنان، في تلك الفترة. وهي الزعامة ذاتها التي لعبت دورا أساسياً، في بلورة التحالف بين المعسكر المسيحي وبين اسرائيل ولولا تصدر هذه الزعامة المشهد لما كان من الممكن النزول عند أسباب تفسير اندلاع الحرب في لبنان عام 1982 وتطوراتها. إن محاولة الإضاءة على حياة بشير الجميّل ومشوار حياته تسهم من دون شك، في الكشف عن الأسباب الخاصة التي دفعت بإسرائيل الى التدخل في لبنان والتورط ابتداء من محاولة تنصيب رئيس مؤيد لها، ثم لتجد نفسها تنخرط في سلسلة من الأخطاء، قادتها الى الإنغمار والغرق في الوحل اللبناني حتى العام 2000 الذي كان شاهداً على انسحابها، بشكل سريع ومذل، من حزام الأمن الذي أقامته في جنوب لبنان على امتداد الحدود بين البلدين. ناهيك عن فهم أسباب المواجهات الضارية المتواصلة منذ 1982 مع حزب الله الذي استطاع جني جوهر وجوده ومبرراته بمجرد محاربته التواجد العسكري الإسرائيلي في جنوب لبنان.جاك نيريا يجمع بين المقدرة البحثية الاستثنائية والخبرة الغنية المستندة الى سنوات من الاشتغال في الموضوع اللبناني. ويطوع الكاتب هذه المقدرة وتلك الخبرة ليعد القاعدة لتأليف كتابه الشيق هذا، الذي يتميز عن سواه، لا لسبب إلا لأن كاتبه ينظر الى اسرائيل بعيون لبنانية.